سلوكيات خاطئة بين النساء
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئا ت أعمالنا, من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له , و أشهد أن لا أله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
معشر النساء..
في هذه المقالة أبين لكن بعضاً من السلوكيات الخاطئة والمحرمة التي تقع فيهن الكثيرات من النساء في القرن الواحد والعشرين وأكثرت من الاستشهاد بالأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة لتطمئن قلوبكن لما نقول هذا فضلاً عن أقوال أهل العلم الثقات لكشف الغمة وإزالة الالتباس وبيان الحق وأداء حق الله تعالى في بيان النصيحة وتغيير المنكر والله المستعان
ذهابهن للكوافير لتصفيف الشعر وتغيير خلق الله :
وهذا سلوك خاطيء ومحرم بين النساء إلا من رحم ربي منهن ,وتلجأ كثيرات من النساء إلي تصفيف الشعر, ولو كان من يقوم بتصفيف شعرها امرأة مثلها لهان الخطب ولكن في الغالب يكون رجلاً وهذا محرماً قطعا لما فيه من انتهاك للحرمات كما لا يخفي.
- وفي رسالة " فتاوي الأسرة " لأبن العثيمين – رحمه الله- قال رداً علي هذا السؤال: ...
هل يجوز للمرأة أن تصفف شعرها بالطريقة العصرية وليس الغرض التشبه بالكافرات ولكن للزوج ؟
أجاب بقوله:الذي بلغني عن تصفيف الشعر أنه يكون بأجرة باهظة كثيرة قد تصفها بأنها إضاعة مال ، والذي أنصح به نساءنا أن يتجنبن هذا الترف ، وللمرأة أن تتجمل لزوجها على وجه لا يضيع به المال هذا الضياع ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال . اهـ
قلت: وواضح من كلامه – رحمه الله-أن هذا كله للزوج وبدهي من يقوم بتصفيفه لها امرأة مثلها .
أما تصفيفه لغير الزوج كتصفيفه لمناسبة عرس أو حفلة أو ما أشبه فيراها من لا يحل له ذلك فلا ريب في حرمته.
وذهاب النساء إلى الكوافير أن لم يكن ترف وإسرافا فهو حرام شرعاً إذا تم فيه تغير خلق الله سواء بوصل الشعر بشعر مستعار " الباروكة " أو بالنمص المحرم للحواجب لترقيقها أو ما أشبه ذلك وما في هذا من ترهيب شديد من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
- قال تعالى : { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا{117} لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لاَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا {118} وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا {119} } ( النساء 117-119 )
ومن الأحاديث هذا الحديث :-
- جاء عن أسماء رضي الله عنها( أن امرأة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله إن ابنتي أصابتها الحصبة , فتمرق شعرها ( إي انتثر وسقط ) وإني زوجتها , أفاصل فيه ؟ فقال : " لعن الله الواصلة والموصولة ")-أخرجه البخاري في اللباس ( 5941 ) ،
.. وفي رواية( الواصلة والمستوصلة ) والواصلة : التي تصل شعرها أو شعر غيرها بشعر آخر , والموصلة : التي يوصل شعرها , والمستوصلة : التي تسأل من يفعل لها ذلك .
وفي رسالة " فتاوى الأسرة" لأبن العثيمين قال عن ترقيق الحواجب :
هذه المسألة تقع على وجهين :
الوجه الأول : أن يكون ذلك بالنتف فهذا محرم وهو من الكبائر ، لأنه من النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله .
الثاني : أن يكون على سبيل القصّ والحفّ ، فهذا فيه خلاف بين أهل العلم هل يكون من النمص أم لا ؟ والأولى تجنب ذلك .
أما ما كان من الشعر غير المعتاد بحيث ينبت في أماكن لم تجر العادة بها ، كأن يكون للمرأة شارب ، أو ينبت على خدها شعر ، فهذا لا بأس بإزالته ، لأنه خلاف المعتاد وهو مشوّه للمرأة .
أما الحاجب فإن من المعتاد أن تكون رقيقة دقيقة ، وأن تكون كثيفة واسعة ، وما كان معتادا فلا يتعرض له ، لأن الناس لا يعدونه عيبا بل يعدون فواته جمالا أو وجوده جمالا ، وليس من الأمور التي تكون عيبا حتى يحتاج الإنسان إلى إزالته . اهـ
التعطر ووضع الروائح لغير الأزواج والمحارم:
أن حب النساء للتزين ولفت نظر الرجال إلي أنوثتهن لهو أمر فطري وطبع فيهن من قديم الزمان , وان كان الله تعالي يحرم علي المرأة في الجاهلية أن تضرب الأرض بخلخالها فان وضع الروائح لأشد حرمة وسلوك من النساء خاطيء ومرفوض شرعا وكفي بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الصحيح زجرًا لمن تفعل ذلك منهن.. قال " أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية و كل عين زانية ." - " صحيح الجامع ح/2701 "
ولو تدبرت النساء هذا الحديث جيدا لتركت الزينة والتبرج بكافة صوره وأشكاله وكان ذلك خير لهن مما ينشأ من تبرجهن وسفورهن واختلاطهن من فساد وفواحش أن كن حقاً مؤمنات بالله ورسوله
التشبه بالرجال في الزى وغيره .
وهذا سلوك خاطيء من النساء وفيه من الترهيب الشديد في السنة ما يجعل كل امرأة مؤمنة حقا بالله ومصدقه بما جاء عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن تتجنب التشبه بالرجال في الصالح والطالح
-وعنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
"لعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ"- أخرجه البخاري في اللباس (5885)
- قال الحافظ في الفتح:
قال الطبري المعنى لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس . قلت : وكذا في الكلام والمشي ، فأما هيئة اللباس فتختلف باختلاف عادة كل بلد ، فرب قوم لا يفترق زي نسائهم من رجالهم في اللبس ، لكن يمتاز النساء بالاحتجاب والاستتار ، وأما ذم التشبه بالكلام والمشي فمختص بمن تعمد ذلك ، وأما من كان ذلك من أصل خلقته فإنما يؤمر بتكلف تركه والإدمان على ذلك بالتدريج ، فإن لم
يفعل وتمادى دخله الذم ، ولا سيما إن بدا منه ما يدل على الرضا به ، وأخذ هذا واضح من لفظ المتشبهين . .اهـ
وقال ابن القيم:
والمرأة المتشبهة بالرجال تكتسب من أخلاقهم حتى يصير فيها من التبرج والبروز ومشابهة الرجال ما قد يفضي ببعضهن إلى أن تظهر بدنها كما يظهره الرجل وتطلب أن تعلو على الرجال كما يعلو الرجال على النساء وتفعل من الأفعال ما ينافي الحياء والخفر المشروع للنساء وهذا القدر قد يحصل بمجرد المشابهة .اهـ
ارتدائهن الحجاب علي الموضة السارية:
معشر النساء ..الحجاب وما أدراكن ما الحجاب ؟
..إنه تاج علي رؤوسكن ..إنه دليل الطهارة والعفاف والحياء..إنه طاعة للخالق الوهاب..
وآية الحجاب نزلت سنة ثلاث وقيل خمس حين بنى النبي صلى الله عليه سلم بزينب بنت جحش - رضي الله عنها كما في ترجمتها من الإصابة وكذلك في قصة زواجها في البداية والنهاية لابن كثير. - البداية والنهاية لابن كثير ( 4- ص 155 ).
وقد فرض الله فيها الحجاب علي نساء المؤمنين فقال تعالي:
- قال تعالي: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }(الأحزاب آية 59)
- وقال تعالي : " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } .( سورة النور- 31).
ومن هذه الأدلة القرآنية فقط يتبين أن الحجاب فرض لا عادة ولا حرية شخصية يخضع لهوي النساء من شاءت أن تلبسه فعلت ومن لم تشاء لم تفعل وليس بلازم لها!!
كلا .. فالتي لا تلبسه من النساء هي امرأة عاصية إن كان تركه إياها عن إقرار بفرضيته أما لو كان اعتقادها إنه حرية شخصية مع إنكار فرضيته فهذه حكمها هي ومن هن علي شاكلتها من النساء والرجال معروف ولا حاجة لبيانه هنا لأنه نفي لثوابت معلومة بالدين بالضرورة .
هذا من جهة الحجاب نفسه أما من جهة شروطه الشرعية وهي ما يعنينا لبيان خطأ النساء في جعله علي الموضة السارية وليس علي شروطه الشرعية , وكان من عواقب جهل بعض النساء وهن كثيرات إن ظنت كل من تغطي رأسها أنها محجبة حتي لو وضعت علي وجهها المساحيق والأصباغ ..
وأعجب من ذلك أن نري امرأة ترتدي طرحة تغطي شعرها وفي الجزء الأسفل منها ترتدي بنطلوناً يجسم تقاطيع جسدها أو جيبة قصيرة تكشف ما يجب عليها ستره ,ولا يمنع ذلك البتة من كونها محجبة مطيعة لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -!!
وتبعا لهذا الفهم الخاطيء عن الحجاب والجهل بشروطه الشرعية عند النساء إن استغله أهل الموضة والأزياء الذين لا رادع لهم من دين أو قانون و ابتكروا أزياء للمحجبات لكل المناسبات وعلي أحدث خطوط الموضة وأغلبه لافت للنظر وزينه في نفسه ولا ينطبق عليه شروط الحجاب الشرعي لا من قريب ولا من بعيد.
وأكرر ما ذكرته في مؤلفاتي الكثيرة للنساء:
ككتابي "أختاه.. إلي متي الغفلة"- طبع موسسة قرطبة, و"النساء بين الأمس واليوم" طبع المكتبة المحمودية بالأزهر وغيرهما كثير.
أختاه..ليس للحجاب كتالوج باللون أو الشكل أو المقاس , وإنما هي شروط شرعية يجب أن تتوفر فيه , فإن خالف الحجاب شرطاً من هذه الشروط فلا يكون عندئذ حجاباً. وهاهي الشروط حتي لا تكون شماعة الجهل حجة للنساء للاستمرار في ارتدائهن أحجبة مودرن والله المستعان
1- أ ستيعاب جميع البدن إلا ما استثني . 2-أن لا يكون زينة في نفسه .
3- أن يكون صفيقا لا يشف . 4- أن يكون فضفاضا غير ضيق .
5- أن لا يكون مبخرا مطيبا . 6- أن لا يشبه لباس الرجل .
7- أن لا يشبه لباس الكافرات . 8- أن لا يكون لباس شهرة .
وهناك الكثير ونكتفي بما ذكرنا والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
وكتبه/ الكاتب والداعية الإسلامي المصري سيد مبارك