إعلان الرئيس أوباما عن موت القذافي

إعلان الرئيس أوباما عن موت القذافي

20 تشرين الأول/أكتوبر 2011

البيت الأبيض

مكتب السكرتير الصحفي

كلمة الرئيس باراك أوباما حول مصرع الزعيم الليبي معمر القذافي

حديقة الورود

الساعة 2:07 بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة

الرئيس
باراك أوباما: أسعدتم مساء جميعا. هذا اليوم أعلنت حكومة ليبيا موت معمر
القذافي، وهو إيذان بنهاية حقبة طويلة ومؤلمة بالنسبة للشعب الليبي الذي
تتاح له الآن الفرصة لتقرير مصيره الخاص به في ليبيا جديدة وديمقراطية.

فعلى
مدىأربعة عقود حكم نظام القذافي الشعب الليبي بقبضة حديدية. وقد حرمت
البلاد من حقوق الإنسان الأساسية فيما احتجز مدنيون أبرياء وضربوا وقتلوا.
كما أهدرت ثروة ليبيا. وكبحت الإمكانات الهائلة للشعب الليبي وتم تسخير
الرعب والترهيب كسلاح سياسي.

هذا اليوم بإمكاننا القول جازمين إن
نظام حكم القذافي قد ولى إلى غير رجعة. فقد سقط آخر معاقل النظام الرئيسية
فيما تقوم الحكومة الجديدة بتعزيز سيطرتها على البلاد ولم يعد هناك وجود
لذلك الطاغية الذي كانت فترة حكمه أطول فترة حكم دكتاتور في العالم.

فقبل
عام من الزمن كانت فكرة وجود ليبيا حرة تبدو مستحيلة ولكن الشعب الليبي
انتفض وهب مطالبا بحقوقه.وحينما بدأ القذافي وقواته تذهب من مدينة إلى
أخرى، ومن بلدة إلى أخرى للتنكيل بالرجال والنساء والأطفال رفض العالم أن
يقف مكتوف الأيدي.

ففي مواجهة احتمال وقوع فظائع جماعية واستجابة
لنداء من الشعب الليبي، صدت الولايات المتحدة وأصدقاؤنا وحلفاؤنا،، قوات
القذافي وردتها على أعقابها. وتصدى تحالف ضم الولايات المتحدة وحلف شمال
الأطلسي وبعض الدول العربية خلال الصيف لحماية المدنيين الليبيين. وفي
غضون ذلك، قاتل الشعب الليبي الباسل من أجل مستقبله بالذات وقصم ظهر
النظام.

إذن فإن هذا اليوم هو يوم مجيد في تاريخ ليبيا. فقد تبدد
الشبح القاتم للاستبداد والطغيان. وبهذه البشرى السارة باتت تقع على عاتق
الشعب الليبي مسؤولية جسيمة تتمثل في بناء ليبيا شاملة للجميع ومتسامحة
وديمقراطية ممثلة لتكون بمثابة أقصى عقاب لنظام القذافي الاستبدادي. ونحن
نتطلع قدما إلى الإعلان عن تحرير البلاد وتشكيل حكومة انتقالية وتحول مستقر
نحو أول انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا.

ونحن ندعو أصدقاءنا
الليبيين إلى مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لتأمين المواد الحربية الخطرة
واحترام حقوق الإنسان لجميع الليبيين بمن فيهم أولئك الذين هم قيد
الاعتقال.

والآن، فإننا لا تساورنا أية أوهام . فليبيا سوف تشق
طريقا عبر مسار طويل ووعر نحو إقامة نظام ديمقراطي كامل. ولكنها ستجابهها
أيام صعبة وشاقة ولكن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ملتزمان نحو الشعب
الليبي. فقد ظفرتم بثورتكم والآن سنكون شركاء لكم في الوقت الذي ترسمون فيه
مستقبلا يوفر لكم الكرامة والحرية والفرص.

وبالنسبة للمنطقة، فإن
أحداث اليوم تثبت مرة أخرى أن الحكم بقبضة من حديد يأتي حتماً إلى نهايته.
ففي جميع أنحاء العالم العربي، نهض المواطنون للمطالبة بحقوقهم. ووجّه
الشباب توبيخاً قوياً للدكتاتورية والطغيان. وهؤلاء القادة الذين يحاولون
حرمان مواطنيهم من كرامتهم الإنسانية لن ينجحوا.

أما بالنسبة لنا
هنا في الولايات المتحدة، فإننا نتذكر اليوم الأميركيين الذين فقدناهم على
يد الإرهاب الذي مارسه القذافي. ونحن نتوجه بخواطرنا وصلواتنا إلى أسرهم
وأصدقائهم. إننا نذكر ابتساماتهم المشرقة، وحياتهم الرائعة، ومصرعهم
المفجع. نحن نعلم أن لا شيء يمكن أن يجعل جرح فقدانهم يلتئم، لكننا نقف معا
كأمة واحدة إلى جانبهم.

خلال ثمانية أشهر تقريباً، قدم العديد من
الأميركيين خدمة استثنائية لدعم الجهود التي نبذلها لحماية الشعب الليبي،
ولتوفير الفرصة لهم لتقرير مصيرهم. لقد ساعد دبلوماسيونا المهرة على قيادة
رد عالمي غير مسبوق، وطيارونا البواسل حلّقوا في سماء ليبيا، وبحارتنا
وفروا الدعم قبالة سواحل ليبيا، وقيادتنا في حلف شمال الأطلسي ساعدت على
إرشاد تحالفنا وتوجيهه. لقد حققنا أهدافنا دون أن نضع فردا أميركيا واحدا
من أفراد الخدمة العسكرية على الأرض، وستنتهي قريباً مهمتنا مع حلف شمال
الأطلسي.

يأتي هذا في الوقت الذي نرى فيه قوة القيادة الأميركية في
مختلف أنحاء العالم. فلقد قضينا على قادة تنظيم القاعدة، ووضعناهم على
طريق الهزيمة. كما أننا نطفئ شعلة الحرب في العراق، وبدأنا فترة انتقالية
في أفغانستان. والآن، ومن خلال العمل مع الأصدقاء والحلفاء في ليبيا،
أظهرنا ما يمكن أن يحققه العمل الجماعي في القرن الـ21.

بالطبع،
وقبل كل شيء، فإن هذا اليوم ملك شعب ليبيا. هذه لحظة سيذكرون فيها جميع
الذين عانوا وفُقدوا في ظل حكم القذافي، ويتطلعون فيها إلى بشارة يوم جديد.
وأنا أعلم أن الشعب الأميركي يتمنى للشعب الليبي أفضل ما يأتي في الأيام
والأسابيع والشهور والسنوات المقبلة والتي تحمل تحديات ولكنها مفعمة بالأمل